تحميل كتاب أوكرانيا وروسيا (من طلاق متحضر إلى حرب همجية) – بول دانييري

تحميل كتاب أوكرانيا وروسيا (من طلاق متحضر إلى حرب همجية) – بول دانييري

(0)
المؤلف: بول دانييري
التصنيف: كتب سياسية

صدر حديثًا عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وضمن سلسلة ترجمان المرموقة، كتاب بالغ الأهمية يسلط الضوء على أحد أكثر الصراعات الدولية تعقيدًا وتأثيرًا في العصر الحديث، ألا وهو الصراع الروسي الأوكراني. يحمل هذا الكتاب عنوان "أوكرانيا وروسيا: من طلاق متحضر إلى حرب همجية"، وهو من تأليف الباحث المرموق بول دانييري، وقام بترجمته إلى اللغة العربية يزن الحاج. يقع هذا العمل القيم في 432 صفحة، ويضم بين دفتيه ببليوغرافية شاملة وفهرسًا عامًا يساعد القارئ على تتبع المعلومات والرجوع إليها بسهولة.

يعد كتاب بول دانييري إضافة نوعية للمكتبة العربية، حيث يتناول بعمق وتحليل دقيق جذور وأبعاد الأزمة الأوكرانية الروسية، التي تصاعدت بشكل كبير منذ عام 2014. يستكشف الكتاب الديناميات المعقدة التي نشأت داخل أوكرانيا نفسها، وكذلك تلك التي حكمت العلاقة بين أوكرانيا وروسيا، بالإضافة إلى التفاعلات بين روسيا والغرب، وكل ذلك في الفترة التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفياتي. يوضح المؤلف كيف أن تفكك الاتحاد السوفياتي، وما تبعه من طلاق متحضر بين الجمهوريات السوفياتية السابقة، قد أدى تدريجيًا إلى ما يصفه الكثيرون اليوم بأنه "الحرب الباردة الجديدة".

يقدم دانييري في كتابه رؤية تحليلية معمقة، حيث يجادل بأن هذا الصراع المتفاقم يعود إلى ثلاثة عوامل رئيسية ومترابطة. أول هذه العوامل هو "المعضلة الأمنية"، وهي حالة تنشأ عندما تتخذ دولة ما إجراءات لتعزيز أمنها، ولكن هذه الإجراءات نفسها تُنظر إليها من قبل دولة أخرى على أنها تهديد لأمنها، مما يؤدي إلى تصعيد التوتر وانعدام الثقة المتبادلة. ثانيًا، يشير المؤلف إلى تأثير "التحول الديمقراطي" في الجغرافيا السياسية للمنطقة، وكيف أن مساعي أوكرانيا نحو الديمقراطية والتقارب مع الغرب قد أثارت مخاوف روسيا واعتبرتها تهديدًا لمصالحها الاستراتيجية. أما العامل الثالث، فيتمثل في "الأهداف غير المتوافقة لأوروبا ما بعد الحرب الباردة"، حيث يرى دانييري أن التوسع الغربي والسياسات الأوروبية تجاه المنطقة قد ساهمت في تأجيج الصراع.

يستعرض الكتاب التسلسل الزمني للأحداث بدقة، بدءًا من اللحظات الأولى لطلاق أوكرانيا عن روسيا في عام 1991، والذي وُصف آنذاك بأنه "طلاق حضاري"، وصولًا إلى تصاعد التوترات والأزمات التي بلغت ذروتها في الحرب التي اندلعت في عام 2014. يوضح دانييري كيف أن هذا "الطلاق الحضاري" لم يكن نهاية المطاف، بل كان بداية لمرحلة جديدة من العلاقات المعقدة والمتوترة، حيث ظلت الخلافات العميقة الجذور قائمة وتستعصي على الحل، مما ساهم في إطالة أمد الأزمة وتفاقمها.

لا يقتصر كتاب "أوكرانيا وروسيا: من طلاق متحضر إلى حرب همجية" على تحليل الأبعاد التاريخية والسياسية للصراع الروسي الأوكراني فحسب، بل يتجاوز ذلك ليشمل دراسة أوسع لأنماط الصراع الدولي المعاصر. يوضح دانييري كيف أن هذه الحرب تتناسب مع الأنماط الأوسع للصراعات الدولية التي نشهدها اليوم، مما يجعل الكتاب ذا أهمية بالغة ليس فقط للباحثين المتخصصين في الشأن الروسي الأوكراني أو العلاقات الروسية الغربية، بل أيضًا لجميع المهتمين بفهم الجغرافيا السياسية العالمية والصراعات الدولية المعاصرة.

يتميز الكتاب بأسلوبه التحليلي العميق والرصين، واعتماده على منهجية علمية دقيقة، مما يجعله مرجعًا أساسيًا لفهم أزمة أوكرانيا وروسيا. كما أن ترجمة يزن الحاج الاحترافية قد ساهمت في تقديم هذا العمل القيم للقارئ العربي بلغة سلسة وواضحة. إن هذا الكتاب ضروري لكل من يسعى إلى فهم أعمق للصراع الروسي الأوكراني وتداعياته على العلاقات الدولية والنظام العالمي. يمكن للقارئ المهتم بالتعمق في هذا الموضوع الهام أن يجد في هذا الكتاب تحليلاً شاملاً ومستنيرًا، وقد تم تحميل هذا الكتاب من موقع مكتبة ياسمين، التي تسعى دائمًا لتوفير أحدث وأهم الإصدارات في مختلف المجالات المعرفية.

إن كتاب "أوكرانيا وروسيا: من طلاق متحضر إلى حرب همجية" يعد مرجعًا لا غنى عنه للباحثين والطلاب والمهتمين بفهم أبعاد الصراع الروسي الأوكراني، والعلاقات الروسية الغربية، وتأثير انهيار الاتحاد السوفياتي على الجغرافيا السياسية العالمية، والأسباب الجذرية التي أدت إلى تحول "الطلاق الحضاري" إلى "حرب همجية". يقدم الكتاب رؤية متوازنة وموضوعية للأحداث، ويعتمد على تحليل معمق للعوامل التاريخية والسياسية والأمنية التي شكلت هذا الصراع المعقد. يستحق هذا الكتاب أن يكون في متناول كل من يرغب في فهم أعمق لأحد أهم القضايا التي تشغل العالم اليوم، وهو الصراع الدائر بين روسيا وأوكرانيا وتأثيراته على أوروبا والعالم أجمع.

تقييمات ومراجعات

يجب تسجيل الدخول لإضافة تقييم

تسجيل الدخول

لا توجد تقييمات بعد. كن أول من يقيم هذا الكتاب!