
تحميل كتاب نجهل الوجه الذي سيختتمه الموت – إسكندر حبش
في عالم الأدب والثقافة، يبرز كتاب "كتاب نجهل الوجه الذي سيختتمه الموت" للكاتب المبدع إسكندر حبش كعمل أدبي فريد يستحق التوقف عنده والغوص في أعماقه. يأتي هذا الكتاب كمساهمة قيمة في إثراء المكتبة العربية، خاصةً لمحبي الشعر الإيطالي والأدب المترجم. يمثل هذا العمل نافذة تطل على المشهد الشعري الإيطالي المعاصر، مقدماً للقارئ العربي نخبة من الشعراء الإيطاليين الذين تركوا بصمات واضحة في عالم الأدب.
ينطلق إسكندر حبش في هذا الكتاب من مقدمة شيقة تسلط الضوء على مكانة الشعر وأهميته في الثقافة الإيطالية. يوضح كيف أن الشعر الإيطالي، رغم التحديات والمتغيرات التي يشهدها العالم، لا يزال حياً ومتجدداً، محافظاً على حضوره وتأثيره. يرى حبش أن الشعراء الإيطاليين يواصلون الكتابة والنشر، بل ويتكاثرون، مما يجعل الشعر الإيطالي حالة فريدة مقارنة بغيره من البلدان. هذا التصور يمنح الكتاب أهمية خاصة، حيث يؤكد على حيوية الشعر الإيطالي المعاصر وثرائه.
لا يقدم "كتاب نجهل الوجه الذي سيختتمه الموت" نفسه كأنطولوجيا شاملة وكاملة للشعر الإيطالي، بل هو مختارات شعرية دقيقة ومدروسة. يضم الكتاب أعمالاً لأكثر من عشرين شاعراً إيطالياً معاصراً، تم اختيارهم بعناية لتقديم صورة حية ومتنوعة عن مسارات الكتابة الشعرية في إيطاليا. يعكس هذا التنوع اتجاهات مختلفة في الشعر الإيطالي، ويقدم للقارئ فكرة واضحة عن غنى وتعدد الأصوات الشعرية هناك. إنها محاولة جادة للإطلالة على بعض الأصوات التي ترسم حيوات تشبه كثيراً حيوات آخرين من هذا العالم الواسع، مما يجعل الكتاب ذا صلة وتأثير عميقين.
يحتوي الكتاب على قصائد شعرية مختارة بعناية لعشرين شاعراً معاصراً، مصحوبة بنبذات تعريفية موجزة عن حياة كل شاعر وأهم أعماله، بالإضافة إلى لمحة عن لونه الشعري وأسلوبه. من بين هؤلاء الشعراء الإيطاليين البارزين نذكر أمبرتو سابا، الشاعر الذي تميز بصدق تجربته وعمق إحساسه، وكاميلو سباربارو، الذي عرف بأسلوبه المكثف والمباشر، وجيزيبي أونفاريتي، الشاعر الذي استكشفthemeses الوجودية والقضايا الإنسانية بعمق، ويوجينيو مونتالي، الحائز على جائزة نوبل في الأدب، والذي يتميز شعره بالرمزية والغموض، وكارلو بتيوكي، الشاعر الذي عبر عن تجربة الحرب والواقع الاجتماعي بصدق، ولفاتوري كوازيمودو، الحائز أيضاً على جائزة نوبل، والذي تميز شعره بالجمال والعمق الإنساني، وساندرو بينا، الشاعر الذي عرف بأسلوبه البسيط والمباشر، وليوناردو سينيسفاللي، الشاعر الذي جمع بين التراث والحداثة في شعره، وتشيزاري بافيزي، الروائي والشاعر الذي عبر عن القلق واليأس في شعره، وألفونسو غاتو، الشاعر الذي تميز شعره بالحيوية والإيقاع، وأتيليو برتولوتشي، الشاعر الذي استكشف الطبيعة والعلاقات الإنسانية، وأنطونيا بوتسي، الشاعرة التي عبرت عن تجربة المرأة وقضاياها. هذه الأسماء وغيرها تجعل من "كتاب نجهل الوجه الذي سيختتمه الموت" كنزاً يضم نخبة من الشعر الإيطالي المعاصر.
إن "كتاب نجهل الوجه الذي سيختتمه الموت" يمثل إضافة قيمة للمكتبة العربية، خاصةً مكتبة ياسمين التي تسعى دائماً لتقديم أفضل الأعمال الأدبية للقراء. يعتبر هذا الكتاب فرصة ثمينة للتعرف على الشعر الإيطالي بعمقه وجماله، ولاكتشاف أصوات شعرية معاصرة ربما لم تكن معروفة للقارئ العربي من قبل. من خلال ترجمة إسكندر حبش الدقيقة والمتقنة، يصبح الشعر الإيطالي في متناول القارئ العربي، مما يساهم في تعزيز التبادل الثقافي والتواصل الأدبي بين الثقافات المختلفة.
يتميز الكتاب بأسلوب إسكندر حبش السلس والواضح في الترجمة، مما يجعل القصائد الشعرية سهلة الفهم والاستمتاع بها. لقد نجح حبش في نقل روح الشعر الإيطالي إلى اللغة العربية، محافظاً على جمالية النص الأصلي وعمقه. إن هذا الجهد الترجمي يستحق التقدير، حيث يفتح آفاقاً جديدة للقارئ العربي لاستكشاف عوالم شعرية متنوعة وغنية. يعتبر الكتاب مرجعاً مهماً لكل مهتم بالشعر الإيطالي والأدب المترجم، ولكل من يبحث عن مختارات شعرية مميزة تقدم صورة حقيقية عن الشعر الإيطالي المعاصر.
في الختام، يمكن القول أن "كتاب نجهل الوجه الذي سيختتمه الموت" هو عمل أدبي متكامل، يجمع بين المقدمة الشيقة والمختارات الشعرية القيمة والترجمة المتقنة. إنه دعوة للقارئ العربي للدخول إلى عالم الشعر الإيطالي المعاصر واستكشاف جمالياته وتنوعه. إذا كنت تبحث عن كتاب يثري ذائقتك الأدبية ويفتح لك آفاقاً جديدة في عالم الشعر، فإن هذا الكتاب هو الخيار الأمثل. لا تتردد في اقتناء نسخة من "كتاب نجهل الوجه الذي سيختتمه الموت" لتستمتع بقراءة قصائد شعرية رائعة وتتعرف على نخبة من الشعراء الإيطاليين المعاصرين.
تقييمات ومراجعات
يجب تسجيل الدخول لإضافة تقييم
تسجيل الدخوللا توجد تقييمات بعد. كن أول من يقيم هذا الكتاب!