
تحميل كتاب الدرس الفلسفي في المدارس الدينية – عبد الجبار الرفاعي
تحميل كتاب الدرس الفلسفي في المدارس الدينية pdf مجانا للكاتب عبد الجبار الرفاعي
يمثل كتاب الدرس الفلسفي في المدارس الدينية للكاتب عبد الجبار الرفاعي إضافة نوعية للمكتبة الفلسفية العربية، وخصوصًا في سياق الدراسات الفلسفية المتعلقة بالحوزات والمدارس الدينية. يتناول الكتاب بأسلوب تحليلي نقدي واقع تدريس الفلسفة في هذه المؤسسات، ويقدم رؤية مستقبلية تهدف إلى تطوير هذا الدرس وتحديثه. ينطلق الرفاعي في كتابه من مسلمة أساسية، وهي أن "كلُّ شيءٍ يخضع لمساءلة العقل ونقده وتمحيصه، العقل نفسه يخضع لمساءلة العقل". هذا التأكيد على أهمية النقد العقلي يشكل حجر الزاوية في فلسفة الرفاعي، ويظهر تأثيره العميق على منهجه في تناول قضايا الفكر الديني.
يؤكد الكتاب على أن العقل الفلسفي هو الأداة الأساسية لفهم العالم ومواجهة التحديات المعاصرة، ويشدد على أن "لا يضع الحدود للعقل إلا العقل". يرى الرفاعي أن العقل قادر على تحديد حدوده بنفسه، وعلى التمييز بين ما هو داخل في فضائه وما هو خارجه. هذا التصور للعقل يختلف عن التصورات التقليدية التي تحصر العقل في نطاق محدد أو تخضعه لسلطة خارجية. ويعتبر أن "عندما يصمت العقل ويكفّ عن وظيفته، تدخل الروح والعاطفة في متاهات".
في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة، وظهور الذكاء الاصطناعي والروبوتات، يرى الرفاعي أن الحاجة إلى الفلسفة تزداد أكثر من أي وقت مضى. "إيقاع التقدّم المتسارع للذكاء الاصطناعي والروبوتات، والتكنولوجيات المتعدّدة التي تتحدث لغة الذكاء الاصطناعي وبرمجياته، والهندسة الجينية، ينتج حالة لايقين شاملة". هذه الحالة من اللايقين تتطلب منا العودة إلى الأسئلة الوجودية الكبرى، وإعادة النظر في القيم والمعتقدات التي توجه حياتنا. ويرى أن "كلّما تضخّم اللايقين واتسعت مدياته اتسعت الحاجة لحضور فاعل للعقل الفلسفي".
يؤكد الرفاعي على أن الفلسفة ليست مجرد ترف فكري، بل هي ضرورة حتمية لفهم العالم المعاصر ومواجهة تحدياته. "الأسئلة الوجودية الكبرى، وأزمات العقل والروح والعاطفة ليست من اختصاص العلم، ولا تقع في فضاء المادة والتجربة". العلم، على أهميته، لا يستطيع أن يجيب على جميع الأسئلة، ولا يستطيع أن يحل جميع المشكلات. هناك أسئلة وجودية تتجاوز نطاق العلم، وتتطلب تفكيرًا فلسفيًا عميقًا.
يشدد الرفاعي على أن "مَن ينسى الفلسفةَ تنساه أعيادُ التاريخ، الفلسفة لا تنتهي ولن تتوقف مادام الإنسان يندهش، ويفكّر، ويتساءل، ويشكّك، ويناقش، ويتحاور، ويختلف". الفلسفة هي جوهر الفكر الإنساني، وهي التي تميز الإنسان عن باقي الكائنات. طالما أن الإنسان يمتلك القدرة على التفكير والتساؤل، فإن الفلسفة ستظل موجودة وفاعلة.
يرى الرفاعي أن الفلسفة والعلم ليسا متناقضين، بل هما متكاملان. "العلم يطرح على الفلسفة أسئلته ومشكلاته العويصة، وما يعجز عن اكتشاف طرق الخلاص منه في فضاء المادة والمحسوس والتجربة، الفلسفة لا سواها من يجيب عن ذلك". العلم يقدم لنا الحقائق والمعلومات، والفلسفة تساعدنا على فهم هذه الحقائق والمعلومات وتفسيرها. الفلسفة تقدم للعلم الإطار النظري الذي يساعده على فهم نتائجه وتطبيقاته.
كتاب الدرس الفلسفي في المدارس الدينية هو نتاج خبرة طويلة للرفاعي في تدريس الفلسفة. "هذا كتاب وُلد في سياق مخاضٍ طويل لكاتبه في دراسة الفلسفة وتدريسها لمدة طويلة تجاوزت الأربعة عقود من حياته". هذه الخبرة الطويلة تجعل الكتاب مرجعًا هامًا للباحثين والمهتمين بالفكر الفلسفي في العالم العربي.
في الختام، يقدم كتاب عبد الجبار الرفاعي رؤية متكاملة لتطوير الدرس الفلسفي في المدارس الدينية. "تمخّضت هذه الممارسة بتعليم الفلسفة عن رؤيةٍ تقدم للقارئ تقويما لواقع الدرس الفلسفي في الحوزة وآفاق انتظاره". الكتاب يدعو إلى تحديث المناهج، وتطوير طرق التدريس، وتشجيع النقد العقلي، من أجل بناء جيل جديد من المفكرين القادرين على مواجهة تحديات العصر. تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع مكتبة ياسمين.
تقييمات ومراجعات
يجب تسجيل الدخول لإضافة تقييم
تسجيل الدخوللا توجد تقييمات بعد. كن أول من يقيم هذا الكتاب!