
تحميل كتاب الكناية والتعريض أو النهاية في فن الكناية – أبو منصور إسماعيل الثعالبي
يعتبر كتاب الكناية والتعريض أو النهاية في فن الكناية من أبرز مؤلفات العلامة أبو منصور إسماعيل الثعالبي، الأديب اللغوي الفذ الذي ترك بصمة واضحة في الأدب العربي والبلاغة. ولد الثعالبي في نيسابور عام 350 هـ وتوفي فيها عام 429 هـ، وقد عاصر فترة ذهبية من الحضارة الإسلامية، وشهد ازدهاراً في العلوم والفنون. كان الثعالبي غزير الإنتاج، واسع المعرفة، وقد وصفه المؤرخون بأنه كان إماماً في اللغة والأخبار وأيام الناس، وبارعاً في النظم والنثر والبلاغة والفصاحة.
يُعد كتاب الكناية والتعريض أو النهاية في فن الكناية مرجعاً هاماً في علم البلاغة، ويتناول جانباً دقيقاً من أساليب البيان العربي، وهو الكناية والتعريض. يهدف الكتاب إلى تسليط الضوء على هذا الفن البلاغي الرفيع، وبيان أهميته في اللغة العربية وقدرته على إيصال المعاني بطريقة لطيفة ومؤثرة. يعتبر فن الكناية والتعريض من الأدوات البلاغية التي تُستخدم لتجنب التصريح المباشر بالألفاظ التي قد تكون مستهجنة أو غير لائقة في بعض السياقات، خاصة في مخاطبة الملوك والمحتشمين.
في مقدمة كتاب الكناية والتعريض، يوضح الثعالبي الغاية من تأليفه، فيقول: "ثم إن هذا الكتاب خفيف الحجم، صغير الجرم، كبير الغنم، ثقيل الوزن، في الكتابات عما يستهجن ذكره، ويستقبح نشره، أو يستحيا في تسميته، أو يتطير منه، أو يسترفع ويصان عنه، بألفاظ مقبولة تؤدي المعنى، وتفصح عن المغزى، وتحسن القبيح، وتلطف الكثيف، وتكسوه المعرض الأنيق في مخاطبة الملوك، ومكاتبة المحتشمين... وما ذلك إلا من البيان في النفوس، وخصائص البلاغة، ونتائج البراعة، ولطائف الصناعة." هذه الكلمات تعكس بوضوح أهمية الكتاب في تقديم فن الكناية كأداة راقية في التعبير والبيان.
قسم الثعالبي كتاب الكناية والتعريض إلى سبعة أبواب، تناول فيها جوانب مختلفة من الكناية والتعريض، واستعرض أمثلة متنوعة من الشعر والنثر العربي لتوضيح هذه الفنون البلاغية. الباب الأول يتناول الكناية عن النساء والحُرُم، وما يتعلق بهن من شؤون وأحوال. هذا الباب يوضح كيف يمكن للكناية أن تُستخدم في التعبير عن مواضيع حساسة تتعلق بالنساء بطريقة محتشمة ومهذبة. الباب الثاني يختص بذكر الغلمان، والكناية عن أوصافهم وأحوالهم. هذا الباب يسلط الضوء على استخدام الكناية في وصف الجمال والصفات الحميدة بطريقة غير مباشرة.
الباب الثالث يتناول الكناية عن بعض فضول الطعام، وعن المكان المهيأ له، وهو باب يوضح كيف يمكن للكناية أن تُستخدم في التعبير عن الأمور المتعلقة بالطعام والشراب بطريقة لطيفة ومستترة. الباب الرابع يتناول الكناية عن المقابح والعاهات، وهو باب مهم يبين كيف يمكن للكناية أن تخفف من وقع الألفاظ القبيحة أو المؤذية، وتجعل التعبير أكثر تهذيباً. الباب الخامس يختص بالكنايات عن المرض، والشيب، والكبر، والموت، وهي موضوعات حساسة تتطلب التعبير عنها بحكمة ولطف، وهنا تبرز أهمية الكناية في تلطيف الكلام وتجنب الصدمة.
الباب السادس يتناول الكناية عن الطعام والشراب، وما يتصل بهما، مع مراعاة الوقت والحال، وهذا الباب يوضح كيف يمكن للكناية أن تُستخدم في سياقات مختلفة، مع الأخذ في الاعتبار الظروف المحيطة. الباب السابع والأخير من كتاب الكناية والتعريض يتناول فنوناً شتى من الكناية والتعريض، مختلفة الترتيب، وهو باب جامع لأمثلة متنوعة من الكناية التي لا تندرج تحت الأبواب السابقة، مما يدل على سعة فن الكناية وتنوع استخداماته في اللغة العربية.
إن كتاب الكناية والتعريض أو النهاية في فن الكناية لـ أبو منصور الثعالبي يُعد إضافة قيمة للمكتبة العربية، ومصدراً مهماً لطلاب العلم والباحثين في مجال البلاغة والأدب العربي. يساهم الكتاب في فهم أعمق لفن الكناية والتعريض، وإدراك جماليات اللغة العربية وقدرتها على التعبير بأساليب متنوعة ومؤثرة. يمكن للباحثين والمهتمين اقتناء هذا الكتاب القيّم من مكتبة ياسمين للاستفادة من محتواه الثري وتحليل الأمثلة البلاغية التي يزخر بها.
يُظهر كتاب الكناية والتعريض براعة الثعالبي في علم البلاغة وتمكنه من اللغة العربية، كما يعكس ذوقه الأدبي الرفيع وقدرته على التحليل والتصنيف. إن دراسة هذا الكتاب تفتح آفاقاً جديدة لفهم أسرار البلاغة العربية وجمالياتها، وتعين على إتقان فنون القول والكتابة. لا شك أن كتاب الكناية والتعريض أو النهاية في فن الكناية سيظل مرجعاً أساسياً في دراسة البلاغة العربية، ومصدراً للإلهام للأدباء والكتاب على مر العصور.
تقييمات ومراجعات
يجب تسجيل الدخول لإضافة تقييم
تسجيل الدخوللا توجد تقييمات بعد. كن أول من يقيم هذا الكتاب!