تحميل كتاب اضمحلال الإمبراطورية الساسانية وسقوطها – بروانة برشريعتي

تحميل كتاب اضمحلال الإمبراطورية الساسانية وسقوطها – بروانة برشريعتي

(0)
التصنيف: كتب تاريخ

يعتبر كتاب اضمحلال الإمبراطورية الساسانية وسقوطها للمؤلفة بروانة برشريعتي من الأعمال البارزة والمهمة في مجال الدراسات الساسانية. يمثل هذا الكتاب إضافة نوعية ومتميزة إلى فهمنا لـ تاريخ الإمبراطورية الساسانية وخصوصًا الفترة التي سبقت سقوط الإمبراطورية الساسانية على يد الفتوحات العربية. يثير الكتاب اهتمام الباحثين والمؤرخين على حد سواء لما يحتويه من تحليل معمق ونظرة جديدة لتفسير الأحداث التي أدت إلى هذا التحول التاريخي الكبير في بلاد فارس القديمة.

تتناول بروانة برشريعتي في كتابها موضوعًا بالغ الأهمية وهو الأسباب الكامنة وراء الانهيار المفاجئ والسريع لـ الإمبراطورية الساسانية في القرن السابع الميلادي. الإمبراطورية التي بدت في أوج قوتها واستقرارها لم تستطع الصمود طويلًا أمام الجيوش العربية القادمة. تقدم المؤلفة تفسيرًا مغايرًا للتفاسير التقليدية التي غالبًا ما تركز على العوامل الخارجية كسبب رئيسي للسقوط. ترى برشريعتي أن الضعف الداخلي والتصدعات التي كانت تعاني منها بنية الإمبراطورية الساسانية كانت هي العامل الحاسم في هذا الانهيار.

تستند بروانة برشريعتي في تحليلها إلى فكرة أساسية وهي أن الإمبراطورية الساسانية لم تكن بالوحدة والتماسك الذي قد يبدو في الظاهر. بل كانت عبارة عن تحالف فضفاض بين القوى الساسانية والفرثية. هذا التحالف، الذي كان أساس استقرار الإمبراطورية وقوتها، بدأ في التضعضع والانقسام تدريجيًا. ترى المؤلفة أن التنافس الداخلي بين أقطاب هذا التحالف والانشقاقات التي ظهرت فيه أدت إلى إضعاف الإمبراطورية الساسانية من الداخل وجعلتها فريسة سهلة للغزاة القادمين. فعندما اهتزت أركان هذا التحالف المتصدع لم يعد بمقدور الإمبراطورية الساسانية المركزية، التي كانت تعتمد على نظام حكم لامركزي، أن تقاوم قوة الجيوش العربية الصاعدة.

منهجية بروانة برشريعتي في كتابها تعتمد على إعادة بناء تسلسل الأحداث التاريخية المتعلقة بـ سقوط الإمبراطورية الساسانية من خلال دراسة مجموعة متنوعة من المصادر. لم تكتفِ المؤلفة بالاعتماد على المصادر التاريخية التقليدية التي تناولت التاريخ الساساني، بل قامت بالبحث والتنقيب في مصادر أخرى أقل شهرة ولكنها ذات قيمة تاريخية كبيرة. من بين هذه المصادر المخطوطات القديمة والنقود المسكوكة والأختام الساسانية. هذه المصادر المادية قدمت للمؤلفة رؤى جديدة ومعلومات قيمة ساهمت في إعادة تقييم الأحداث التاريخية. بالإضافة إلى ذلك، قامت برشريعتي بنقد معمق وموضوعي لروايات الفتوحات العربية وقابلتها بروايات أخرى مثل روايات كتاب خداى نامه الفارسي. هذا النهج النقدي المقارن مكنها من تقديم صورة أكثر دقة وشمولية للأحداث.

إحدى النقاط الجدلية والمثيرة التي يطرحها كتاب اضمحلال الإمبراطورية الساسانية وسقوطها تتعلق بتسلسل زمني جديد لبعض الأحداث المهمة في صدر الإسلام. بناءً على دراستها للمصادر المختلفة، تصل بروانة برشريعتي إلى استنتاج مفاده أن بعض الأحداث التاريخية التي نُسبت تقليديًا إلى فترة ما بعد وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، مثل حروب الردة وفتح العراق، قد وقعت في الواقع في عهد الرسول نفسه. هذا الاستنتاج يمثل تحديًا للروايات التاريخية السائدة التي تعتمد بشكل أساسي على المصادر العربية الإسلامية. وتدعو برشريعتي الباحثين، وخاصة العرب، إلى توخي الحذر الشديد عند دراسة التاريخ الساساني والاعتماد على المصادر المتنوعة وعدم الاكتفاء بوجهة نظر المصادر العربية الإسلامية فقط.

إن كتاب اضمحلال الإمبراطورية الساسانية وسقوطها يعتبر مرجعًا هامًا لكل المهتمين بـ التاريخ الساساني وبلاد فارس القديمة. يقدم الكتاب تحليلًا متعمقًا ومبتكرًا لأسباب سقوط الإمبراطورية الساسانية ويثير تساؤلات مهمة حول التاريخ الساساني المبكر وصدر الإسلام. الأهمية الكبرى لهذا الكتاب تكمن في منهجيته العلمية الرصينة واعتماده على مصادر متنوعة وتحليله النقدي للروايات التاريخية. لقد حملت هذا الكتاب القيم من موقع مكتبة ياسمين، وأجده إضافة ضرورية لأي مكتبة تهتم بـ الدراسات الساسانية والتاريخ بشكل عام. يفتح الكتاب آفاقًا جديدة للبحث والدراسة ويشجع على إعادة النظر في بعض المسلمات التاريخية المتعلقة بـ الإمبراطورية الساسانية والفتوحات العربية.

تقييمات ومراجعات

يجب تسجيل الدخول لإضافة تقييم

تسجيل الدخول

لا توجد تقييمات بعد. كن أول من يقيم هذا الكتاب!