
تحميل كتاب القديس بولس (تأسيس الشمولية) – آلان باديو
لماذا العودة ثانية إلى هذا «الحواري» «Apôtre» لاسيما وأننا نعرف بأنه أعلن ذاتياً عن ذلك المقام، ومن ثم أصبح اسمه مرتبطاً تلقائياً بالأبعاد الأكثر مؤسساتية، والأقل انفتاحاً في المسيحية: الكنيسة، التعليم الأخلاقي، المحافظة الاجتماعية، والريبة حيال اليهود؟ كيف يمكن تثبيت هذا الاسم في صيرورة محاولتنا: إعادة تأسيس نظرية الذات Théorie du sujet التي تلحق الوجود بالبعد الاحتمالي للواقعة باعتبارها العارض المحض للكينونة المتعددة، ومن دون التضحية بدافع الحقيقة؟ كذلك نتساءل: أي استخدام ندعي القيام به لجهاز الإيمان المسيحي dispositif de la foi chrétienne، الذي يبدو من المستحيل فيه الفصل ما بين شخصية بولس ونصوصه؟ لم التذكير بهذه الخرافة وتحليلها؟ ليكن الأمر واضحاً حقاً: يتعلق الأمر بالنسبة لنا، وبالدقة التامة، بخرافة بعينها. وبصورة خاصة فيما يتعلق ببولس، الذي يختزل، كما سنرى ذلك، المسيحية برمتها في عبارة واحدة: بعث المسيح ثانية. بيد أن هذه النقطة بالذات خرافية، ما دام أن ما تبقى، الولادة، الوعظ، الموت، يمكن في نهاية المطاف القبول بها. و«الخرافة» هي أن لا يمس سردها أي واقع بالنسبة لنا، اللهم إلا تلك البقية اللامرئية، والمنفذ غير المباشر، الذي يلتصق بكل متخيل ظاهر. على هذا الصعيد، يوصل بولس السرد المسيحي إلى نقطته الخرافية هذه، وبالقوة التي تعرف بأن التمسك بتلك النقطة باعتبارها واقعاً، تعفيه عن كل المتخيل الذي يحيط بها. وإذا ما كان بإمكاننا الحديث عن الإيمان (لكن الاعتقاد croyance، أو الإيمان la foi، أو ما تفترضه الكلمة الإغريقية المقابلة لهما هي كل مشكلة بولس)، ولنقل بأنه من المستحيل تماماً بالنسبة لنا تصديق انبعاث المصلوب. يبقى بولس شخصية بعيدة، بمعاني ثلاث: الموقع التاريخي le site historique، دور مؤسس الكنيسة، والتكثيف التحريضي للفكر إزاء العنصر الخرافي. تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع مكتبة ياسمين
كتاب القديس بولس تأسيس الشمولية pdf مجانا للكاتب آلان باديو
يقدم الفيلسوف الفرنسي آلان باديو في كتاب القديس بولس تأسيس الشمولية قراءة فلسفية جريئة ومغايرة لشخصية بولس الرسول. لا يتعامل باديو مع بولس كشخصية دينية مقدسة فحسب، بل كصانع حدث فكري ثوري أرسى دعائم مفهوم الشمولية أو الكونية. إن هذا العمل هو تحليل فلسفي عميق يتجاوز اللاهوت التقليدي ليغوص في بنية الفكر البولسي وتأثيره على الحداثة وما بعدها.
القديس بولس في منظور آلان باديو: قراءة جديدة لشخصية تاريخية
يتحدى آلان باديو الصورة النمطية للقديس بولس، سواء تلك التي تقدسها الكنيسة أو تلك التي ينتقدها فلاسفة مثل نيتشه. يرى باديو في بولس مفكراً ثورياً استطاع من خلال إعلانه عن قيامة المسيح أن يؤسس "واقعة" أو "حدثا" فلسفياً بامتياز. هذا الحدث، حسب باديو، لا يخضع لمنطق العقل اليوناني ولا لخصوصية الشريعة اليهودية، بل يخلق ذاتاً جديدة قادرة على حمل حقيقة كونية تتجاوز كل الانتماءات المسبقة. هذه النظرة تجعل من فكر آلان باديو مدخلاً ضرورياً لفهم أبعاد جديدة في شخصية بولس الرسول.
في هذا السياق، لا يعود بولس مجرد رسول ديني، بل يصبح نموذجاً للذات المناضلة التي ترفض الخضوع للنظام القائم وتكافح من أجل عالم جديد. إنها رؤية تعيد تشكيل فهمنا للتاريخ الديني وتضعه في قلب الفلسفة السياسية المعاصرة. يفكك باديو نصوص بولس ليظهر كيف أن إعلانه ليس مجرد إيمان أعمى، بل هو موقف ذاتي يلتزم بحقيقة لا يمكن إثباتها مادياً، وهذا الالتزام هو ما يمنح الذات قوتها وقدرتها على التغيير. هذه القراءة تجعل من الكتاب مرجعاً هاماً لكل من يهتم بمجال الدراسة الفلسفية واللاهوتية.
أهم أفكار آلان باديو في كتابه عن بولس
من أهم المفاهيم التي يطرحها باديو في هذا الكتاب هو "الواقعة" (The Event)، حيث يعتبر أن قيامة المسيح التي أعلنها بولس هي واقعة بحد ذاتها، أي أنها نقطة انقطاع مع الوضع القائم تفتح إمكانية جديدة للحقيقة. هذه الحقيقة ليست معرفية بل هي حقيقة ملتزمة، تتطلب من الذات أن تعيش وفقاً لها. إن شرح كتاب القديس بولس يتمحور حول هذه الفكرة، وكيف أن بولس استطاع من خلال هذه الواقعة تأسيس خطاب شمولي لا يعترف بالفوارق بين يهودي ويوناني، أو عبد وحر.
تأسيس الشمولية: كيف يرى باديو بولس كمؤسس للفكر الكوني؟
يرى باديو أن الشمولية التي أسس لها بولس ليست مجرد فكرة نظرية، بل هي ممارسة عملية وسياسية. عندما أعلن بولس أن الخلاص متاح للجميع بالإيمان بالمسيح فقط، فقد كسر حصرية "الشعب المختار" وفتح الباب أمام كونية حقيقية تتجاوز الأعراق والثقافات. هذه الشمولية هي ما يميز الفكر البولسي ويجعله، في نظر باديو، ذا صلة وثيقة بعالمنا اليوم الذي يعاني من أزمات الهوية والانقسامات. فالرسالة البولسية تقدم نموذجاً لإمكانية توحيد البشرية حول حقيقة مشتركة.
إن هذا الطرح يضع الكتاب في حوار مباشر مع قضايا معاصرة مثل العولمة وحقوق الإنسان، حيث يقدم مفهوم الشمولية عند آلان باديو بديلاً عن الشمولية الزائفة التي تفرضها الرأسمالية العالمية. الشمولية البولسية، كما يقرأها باديو، لا تمحو الفروقات الفردية بل تتجاوزها من خلال الإيمان بـ "واقعة" مشتركة. هذا التحليل يجعل الكتاب مهماً ليس فقط لدارسي الفلسفة، بل أيضاً للمهتمين بقضايا القانون الدولي والعلاقات بين الثقافات، فهو يقدم إطاراً فكرياً يمكن أن يوفر نوعاً من التأمين الفكري ضد الانغلاق والتعصب.
تحميل كتاب القديس بولس تأسيس الشمولية pdf
يعد البحث عن تحميل كتاب القديس بولس تأسيس الشمولية pdf خطوة أولى نحو استكشاف هذا العمل الفكري العميق الذي يعيد قراءة التاريخ والفلسفة من منظور جديد. يقدم الكتاب رؤية ثاقبة حول العلاقة بين الإيمان والعقل، وبين الخصوصية والكونية، وهي موضوعات لا تزال تشغل الفكر الإنساني. إن فهم نظرية الذات عند باديو وكيف يطبقها على شخصية بولس يفتح آفاقاً واسعة لفهم ديناميكيات التغيير السياسي والاجتماعي. يعتبر هذا الكتاب إضافة قيمة لأي مكتبة شخصية تسعى لتقديم محتوى فكري رصين.
نبذة عن الكاتب آلان باديو
آلان باديو، المولود عام 1937، هو فيلسوف وروائي وكاتب مسرحي فرنسي بارز، ويعد من أهم المفكرين المعاصرين. شغل منصب رئيس قسم الفلسفة في المدرسة العليا للأساتذة في باريس، وشارك في تأسيس كلية الفلسفة في جامعة باريس الثامنة إلى جانب مفكرين كبار مثل جيل دولوز وميشيل فوكو. تتمحور أعمال باديو حول مفاهيم الكينونة، الحقيقة، الحدث، والذات، متأثراً بالرياضيات والتحليل النفسي اللاكاني والماركسية.
أسئلة شائعة حول كتاب القديس بولس تأسيس الشمولية pdf
-
لماذا يعتبر آلان باديو، الفيلسوف غير المتدين، شخصية القديس بولس محورية في فكره؟
يرى باديو في بولس ليس مجرد شخصية دينية، بل نموذجاً للمناضل الذي يؤسس لحقيقة جديدة من خلال "واقعة" أو حدث استثنائي (قيامة المسيح). بالنسبة لباديو، بولس هو مفكر ثوري اخترع شكلاً جديداً من الذاتية الملتزمة بحقيقة عالمية، وهو ما يجعله شخصية فلسفية وسياسية بامتياز. -
ما هو مفهوم "الشمولية" الذي يقصده باديو في الكتاب؟
الشمولية عند باديو، والمستوحاة من بولس، هي الإيمان بإمكانية وجود حقيقة صالحة للجميع، تتجاوز الانتماءات الضيقة مثل العرق أو القومية أو الطبقة الاجتماعية. إنها ليست هيمنة ثقافة على أخرى، بل هي إعلان كوني يدعو الجميع ليصبحوا ذواتاً لحقيقة جديدة مشتركة. -
هل الكتاب تحليل تاريخي لحياة بولس أم قراءة فلسفية؟
الكتاب هو بالأساس قراءة فلسفية عميقة. لا يهتم باديو كثيراً بالدقة التاريخية لحياة بولس بقدر اهتمامه بالبنية الفكرية لرسائله وكيف يمكن استخدامها لبناء نظرية فلسفية معاصرة حول الذات والحقيقة والحدث. إنه يستخدم بولس كأداة للتفكير في الحاضر. -
كيف يربط باديو بين فكر القديس بولس والسياسة المعاصرة؟
يرى باديو أن النموذج البولسي للذات المناضلة التي تلتزم بحقيقة "الواقعة" هو نموذج لكل حركة سياسية ثورية حقيقية. إن فكرة بناء جماعة عالمية لا تستند إلى هوية مسبقة بل إلى إعلان مشترك، هي فكرة سياسية بامتياز يمكن تطبيقها على النضالات المعاصرة ضد النظام العالمي القائم. -
ما هي العلاقة بين "الواقعة" (The Event) وقيامة المسيح في فكر باديو؟
يعتبر باديو أن قيامة المسيح، كما أعلنها بولس، هي مثال نموذجي على "الواقعة". الواقعة هي حدث غير متوقع يكسر رتابة التاريخ ويخلق إمكانية جديدة تماماً. لا يهم باديو إن كانت القيامة قد حدثت فعلياً أم لا، بل المهم هو الإعلان عنها والالتزام بها، فهذا الإعلان هو ما يخلق الحقيقة والذات الجديدة.
كتاب القديس بولس تأسيس الشمولية ملخص pdf
يقدم كتاب القديس بولس تأسيس الشمولية ملخص pdf رؤية فلسفية فريدة لشخصية بولس الرسول، حيث ينتقل به آلان باديو من حقل اللاهوت إلى قلب الفلسفة السياسية. يجادل باديو بأن بولس، من خلال إعلانه عن قيامة المسيح، لم يؤسس ديانة جديدة فحسب، بل اخترع مفهوماً ثورياً للشمولية والذاتية لا يزال صداه يتردد حتى اليوم. الكتاب هو دعوة لإعادة التفكير في العلاقة بين الإيمان والعقل، والحدث والحقيقة، ودور الشخصيات التاريخية في تشكيل الفكر الإنساني. يمكنك تحميل الكتاب كتاب القديس بولس تأسيس الشمولية pdf مجانا من موقع مكتبة ياسمين.
يرجى الانتظار 30 ثانية...
تقييمات ومراجعات
يجب تسجيل الدخول لإضافة تقييم
تسجيل الدخوللا توجد تقييمات بعد. كن أول من يقيم هذا الكتاب!