تحميل كتاب مقالات ومحاضرات في التأويلية – بول ريكور

تحميل كتاب مقالات ومحاضرات في التأويلية pdf مجانا للكاتب بول ريكور

كتاب مقالات ومحاضرات في التأويلية للمفكر الفرنسي بول ريكور، يمثل إضافة نوعية إلى حقل الدراسات التأويلية والفلسفية. يقدم الكتاب مجموعة من المقالات والمحاضرات التي تتناول بعمق قضايا التأويل، والفهم، والنص، والعلاقة بين اللغة والواقع. ريكور، من خلال هذا العمل، يواصل استكشافه لمختلف جوانب التجربة الإنسانية، مستخدماً التأويلية كأداة لفهم الذات والعالم.

يتميز الكتاب بغناه الفكري وعمق تحليلاته، حيث يتناول ريكور مواضيع متنوعة مثل نظرية النص، وفلسفة اللغة، وعلم الظواهر، والتأويلية الفلسفية. يعرض ريكور أفكاره بأسلوب واضح ومنطقي، معتمداً على معرفة واسعة بالتراث الفلسفي والأدبي. يهدف الكتاب إلى تقديم فهم شامل ومعمق للتأويلية، وكيف يمكن استخدامها لفهم النصوص والتجارب الإنسانية.

أحد المفاهيم الأساسية التي يركز عليها ريكور في الكتاب هو مفهوم التأويل الدائري، الذي يشير إلى العلاقة التفاعلية بين الفهم المسبق للنص والفهم اللاحق. يرى ريكور أن الفهم ليس عملية خطية، بل هو عملية دائرية تتطلب من القارئ أن يمتلك فهماً مسبقاً للنص، ثم يعدل هذا الفهم بناءً على قراءة النص. هذا المفهوم يساعد على فهم كيفية تفاعل القارئ مع النص، وكيف يمكن أن يؤدي هذا التفاعل إلى فهم أعمق للمعنى.

كما يتناول ريكور في الكتاب العلاقة بين اللغة والواقع، وكيف تشكل اللغة فهمنا للعالم. يرى ريكور أن اللغة ليست مجرد أداة لنقل المعلومات، بل هي أيضاً أداة لتشكيل الواقع. فالكلمات التي نستخدمها لوصف العالم تؤثر في كيفية فهمنا له. هذا يعني أن التأويل ليس مجرد عملية فهم النصوص، بل هو أيضاً عملية فهم كيفية تشكيل اللغة لعالمنا.

من بين المقالات الهامة في الكتاب، مقالة تتناول العلاقة بين التأويل والهوية. يرى ريكور أن الهوية ليست شيئاً ثابتاً، بل هي شيء يتم بناؤه من خلال التأويل. فالأفراد يبنون هوياتهم من خلال تأويل تجاربهم وقصصهم. هذا يعني أن التأويل يلعب دوراً حاسماً في تشكيل هوياتنا الفردية والاجتماعية.

يهتم ريكور أيضاً في الكتاب بمسألة التطهير (Catharsis) في الفن والأدب. يرى أن النشوة الاستتيقية لا يمكنها أن تستعيد مكانتها كتجربة أصلانية إلا إذا ما أرجعت إلى منابعها بواسطة تاريخ تأويلي حقيقي للانفعالات اللامبالية. إن هذا التاريخ المفهومي للنشوة يستدعي أوغستين بقدر ما يستدعي غورجياس وأرسطو وهو بالأساس تاريخ للوظيفة التطهيرية للفن عبر البلاغة والإلقاء ومقالات الدفاع. وهو يظهر ثراء التجربة الاستتيقية المغمور، وهي التجربة التي تجمع بين جحد العالم ونقله في الموضوع الجمالي، وبين التمسيف بين الأدوار الاجتماعية والتماهي اللعبي مع البطل الخيالي، وبين قوة العصيان وطاقة تدشين معايير جديدة للفعل.

يضيف ريكور أن أعمال ياوس اليوم هي الأقدر على سد ثغرة هامة في الهرمينوتيقا، أعني دراسة الانفعالات اللامبالية في علاقتها بالقصة التخييلية والشعر. فيضيف معرف النشوة الإستتيقية هكذا بعدا جديدا، غير لغوي في المعنى الضيق، إلى الفهم السابق للعالم الذي تنغرس فيه كل المعارف. إن هذا المسعى يخص الجدل الإبستيمولوجي من جهة كون مفهوم التجربة الإستتيقية يعضد أطروحة أولوية الحس المشترك على المعرفة المفهومية وأولوية التواصل الإستتيقي على التوافق النظري.

بشكل عام، يعتبر كتاب مقالات ومحاضرات في التأويلية مرجعاً هاماً للباحثين والطلاب المهتمين بـ التأويلية والفلسفة والأدب. يقدم الكتاب رؤية عميقة وشاملة للتأويل، وكيف يمكن استخدامه لفهم الذات والعالم. تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع مكتبة ياسمين.

إن دراسة أعمال ريكور، وخاصةً هذا الكتاب، تفتح آفاقاً جديدة لفهم العلاقة المعقدة بين النص، اللغة، الواقع، والذات. إنه دعوة للتفكير النقدي والتحليلي، واستكشاف المعاني الخفية وراء الكلمات والقصص. بول ريكور، من خلال هذا العمل، يؤكد على أهمية التأويل كأداة أساسية لفهم التجربة الإنسانية المعقدة والمتغيرة.

يستحق كتاب مقالات ومحاضرات في التأويلية للقراءة والتأمل، حيث يقدم رؤى قيمة حول التأويل، والفهم، والعلاقة بين اللغة والواقع. إنه إضافة قيمة إلى المكتبة الفلسفية والأدبية، ومصدر إلهام للباحثين والطلاب على حد سواء.