تحميل كتاب كيف سرق الغرب الديمقراطية من العرب – إليزابيث ف. تومبسون

تحميل كتاب كيف سرق الغرب الديمقراطية من العرب – إليزابيث ف. تومبسون

(0)
التصنيف: كتب تاريخ

يقدم كتاب "كيف سرق الغرب الديمقراطية من العرب" للمؤرخة إليزابيث ف. تومبسون دراسة متعمقة حول لحظة تاريخية حاسمة غالبًا ما يتم تجاهلها في سرديات تاريخ الشرق الأوسط الحديث. يتناول الكتاب الفترة التي شهدت بزوغ فجر ديمقراطية عربية وليدة في سوريا، وكيف تم إجهاض هذا المشروع على يد القوى الغربية الطامعة. يركز الكتاب على عام 1920، العام الذي شهد إعلان المؤتمر السوري عن استقلال سوريا وتنصيب فيصل بن الحسين ملكًا على مملكة عربية تمثيلية.

تستعرض إليزابيث ف. تومبسون في كتابها كيف أن العرب، في أعقاب الحرب العالمية الأولى وتفكك الإمبراطورية العثمانية، لم يكونوا مجرد متلقين سلبيين لقرارات القوى الغربية، بل كانوا فاعلين أساسيين في صياغة مستقبلهم. ففي 8 آذار/ مارس 1920، أعلن المؤتمر السوري، الذي كان يمثل مختلف أطياف المجتمع السوري، عن قيام مملكة سورية مستقلة ذات نظام ملكي تمثيلي مدني. لم يكن هذا الإعلان مجرد صرخة في وجه الغرب، بل كان تتويجًا لجهود حثيثة بذلها الوطنيون العرب لبناء دولة حديثة تقوم على مبادئ الديمقراطية والعدالة والمساواة.

يُسلط الكتاب الضوء على الدور المحوري الذي لعبه محمد رشيد رضا، المفكر والزعيم الوطني البارز، في صياغة دستور المملكة السورية. هذا الدستور، الذي يعتبر الأول من نوعه في العالم العربي الحديث، لم يضمن فقط الحقوق الأساسية للمواطنين، بل نص أيضًا على المساواة التامة بين جميع المواطنين بغض النظر عن الدين أو العرق. لقد كان دستور 1920 وثيقة تقدمية سبقت عصرها، وعكست تطلعات العرب نحو بناء مجتمع ديمقراطي تعددي.

لكن هذا الحلم الديمقراطي لم يكتب له الاستمرار. ففي تموز/ يوليو 1920، وبعد أشهر قليلة من إعلان الاستقلال، غزت فرنسا سوريا وقضت على الدولة السورية الوليدة. تكشف إليزابيث ف. تومبسون في "كيف سرق الغرب الديمقراطية من العرب" كيف أن القوى الغربية، وعلى رأسها فرنسا وبريطانيا، لم تكن راغبة في السماح بقيام دولة عربية مستقلة ذات نظام ديمقراطي في الشرق الأوسط. لقد فضلت هذه القوى مصالحها الاستعمارية الضيقة على تطلعات الشعوب العربية في الحرية والاستقلال.

تعتمد إليزابيث ف. تومبسون في كتابها على مصادر أولية غنية ومتنوعة، بما في ذلك تقارير الصحف المعاصرة، وتقارير المؤتمر السوري، ورسائل ومذكرات المشاركين في تلك الأحداث. هذه المصادر تمنح القارئ رؤية مباشرة وشاملة للأحداث التي جرت في سوريا عام 1920، وتكشف عن الدور الخفي الذي لعبته القوى الغربية في إجهاض التجربة الديمقراطية العربية. فالكتاب ليس مجرد سرد تاريخي للأحداث، بل هو تحليل معمق للسياسة الدولية في تلك الفترة، وكيف أثرت المصالح الاستعمارية على مسار تاريخ العرب الحديث.

إن كتاب "كيف سرق الغرب الديمقراطية من العرب" يمثل إضافة قيمة للمكتبة العربية والعالمية، وهو ضروري لكل من يهتم بفهم تاريخ الشرق الأوسط الحديث، والعلاقات بين العرب والغرب. يقدم الكتاب تفسيراً مقنعاً للأسباب التي أدت إلى تأخر التحول الديمقراطي في العالم العربي، ويسلط الضوء على اللحظة التاريخية التي كان يمكن أن تغير مسار تاريخ المنطقة بأكملها. يمكنك الحصول على هذا الكتاب القيم وغيره من الكتب الهامة من مكتبة ياسمين.

إن قراءة كتاب إليزابيث ف. تومبسون "كيف سرق الغرب الديمقراطية من العرب" تفتح آفاقًا جديدة لفهم التاريخ المشترك بين العرب والغرب. إنه كتاب يثير التفكير ويحفز على البحث عن أسباب إخفاق التجارب الديمقراطية في العالم العربي، ويقدم رؤية نقدية للسياسة الغربية تجاه المنطقة. الكتاب يمثل مرجعاً هاماً للباحثين والطلاب والمهتمين بالتاريخ السياسي للعالم العربي، ويساهم في إثراء النقاش حول مستقبل الديمقراطية في المنطقة.

في الختام، يعتبر كتاب "كيف سرق الغرب الديمقراطية من العرب" للمؤلفة إليزابيث ف. تومبسون عملاً هاماً يسد فجوة كبيرة في فهمنا لتاريخ العرب الحديث. إنه كتاب يوثق لحظة أمل وإمكانية ضائعة، ويكشف عن الدور السلبي الذي لعبته القوى الغربية في إجهاض التجربة الديمقراطية العربية في سوريا عام 1920. الكتاب دعوة للتأمل في الماضي واستخلاص العبر للمستقبل، وهو متوفر في مكتبة ياسمين لمن يرغب في التعمق في هذا الموضوع الهام.

تقييمات ومراجعات

يجب تسجيل الدخول لإضافة تقييم

تسجيل الدخول

لا توجد تقييمات بعد. كن أول من يقيم هذا الكتاب!