تحميل كتاب كل يوم يقترب قليلا – إرفين د. يالوم وجيني إلكين

كل يوم يقترب قليلا هو كتاب فريد من نوعه في عالم علم النفس و العلاج النفسي، وهو ثمرة تعاون بين الكاتب الشهير إرفين د. يالوم و جيني إلكين، الاسم المستعار لمريضة عانت من اضطرابات نفسية. هذا الكتاب ليس مجرد دراسة حالة، بل هو حوار حميم ومتبادل بين المعالج و المريضة، حيث يقدم كل منهما وجهة نظره حول الجلسات العلاجية التي جمعتهما.

لعشاق أعمال إرفين د. يالوم، يعتبر هذا الكتاب إضافة قيمة ومميزة لمكتبتهم. يالوم، المعروف بأسلوبه السلس وقدرته على الغوص في أعماق النفس البشرية، يقدم هنا تجربة مختلفة تماما عن كتبه الأخرى. فبدلا من أن يكون هو الراوي الوحيد، يشاركه في السرد جيني إلكين، وهي كاتبة موهوبة عانت من حبسة الكتابة وغيرها من الاضطرابات النفسية. هذا التبادل الفريد يجعل الكتاب أكثر عمقا وتأثيرا، حيث نرى العلاج النفسي من زاويتين مختلفتين، زاوية المعالج الخبير وزاوية المريضة التي تعيش التجربة بكل تفاصيلها.

جيني إلكين، كما يصفها إرفين د. يالوم، كانت مريضة تعاني من الفصام، وهو تشخيص طبي وضعه لها علماء الطب النفسي بعد أن خضعت لعلاجات متنوعة لم تحقق النتائج المرجوة. هنا يأتي دور الدكتور يالوم، الأستاذ بجامعة ستانفورد، الذي قرر أن يخوض تجربة علاجية فريدة مع جيني. اتفق يالوم و إلكين على أن يكتب كل منهما مذكرات و تقارير مفصلة بعد كل جلسة علاجية. هذه المذكرات هي التي شكلت أساس كتاب كل يوم يقترب قليلا.

الكتاب يقدم للقارئ تجربة غنية ومؤثرة، حيث يتناوب يالوم و إلكين في سرد انطباعاتهم و مشاعرهم حول العلاقة العلاجية التي نشأت بينهما. هذا التناوب في السرد يكشف عن جوانب مختلفة من عملية العلاج، ويوضح كيف يرى كل طرف الآخر وكيف يتفاعل معه. نرى يالوم كمعالج متفهم وحريص على مساعدة مريضته، ونرى إلكين كمريضة تحاول جاهدة فهم نفسها والتغلب على اضطراباتها. هذا التبادل الصادق والمكشوف يجعل الكتاب وثيقة إنسانية عميقة ومؤثرة.

كل يوم يقترب قليلا ليس مجرد كتاب عن العلاج النفسي، بل هو أيضا كتاب عن العلاقات الإنسانية بشكل عام. إنه يكشف عن التعقيدات والتحديات التي تواجه أي علاقة، سواء كانت علاقة علاجية أو علاقة صداقة أو علاقة حب. الكتاب يوضح كيف يمكن للتواصل الصادق والمفتوح أن يساعد في بناء الثقة والتفاهم بين الأفراد، وكيف يمكن لهذا التفاهم أن يؤدي إلى النمو والتطور الشخصي. إنه درس قيم في التواصل و التعاطف و الفهم المتبادل.

من خلال قراءة مذكرات يالوم و إلكين، نتعلم الكثير عن ديناميكية العلاج النفسي. نرى كيف يفكر المعالج وكيف يخطط للجلسات، وكيف يتعامل مع التحديات التي تواجهه. وفي المقابل، نرى كيف تشعر المريضة وكيف تتفاعل مع العلاج، وكيف تتغير نظرتها لنفسها وللعالم من حولها. هذا الكشف المتبادل عن الأفكار والمشاعر يجعل الكتاب مصدرا قيما لكل من يهتم بـ علم النفس و العلاج النفسي، سواء كانوا متخصصين أو قراء عاديين.

الكتاب يتميز بأسلوب يالوم السهل والممتع، وقدرته على تحويل المفاهيم النفسية المعقدة إلى أفكار بسيطة وواضحة. كما أن مذكرات إلكين تتميز بالصدق والجرأة، حيث تكشف عن جوانب مظلمة من تجربتها مع المرض النفسي. هذا المزيج بين أسلوب يالوم التحليلي وأسلوب إلكين العاطفي يجعل الكتاب قراءة ممتعة ومفيدة في آن واحد.

إذا كنت تبحث عن كتاب يجمع بين العمق النفسي و القصة الإنسانية المؤثرة، فإن كل يوم يقترب قليلا هو الخيار الأمثل. إنه كتاب يفتح آفاقا جديدة في فهم النفس البشرية و العلاقات الإنسانية، ويقدم رؤى قيمة حول العلاج النفسي و النمو الشخصي. يمكنك الحصول على نسختك من هذا الكتاب القيم من موقع مكتبة ياسمين، حيث تجد مجموعة واسعة من الكتب في مختلف المجالات.

في الختام، يمكن القول أن كل يوم يقترب قليلا هو تجربة فريدة في عالم الأدب و علم النفس. إنه كتاب يجمع بين المذكرات الشخصية و الدراسة النفسية، ويقدم للقارئ نظرة حميمة على العلاقة العلاجية من زاويتين مختلفتين. هذا الكتاب يستحق القراءة لكل من يهتم بفهم النفس البشرية و العلاقات الإنسانية، ولكل من يبحث عن الإلهام و التغيير الإيجابي في حياته.